السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبني يبلغ من العمر 15 عاما في الصف الأول ثانوي كان في مرحلة الأبتدائي والمتوسط متفوق الآن تغير حاله لايحب المذاكرة وحل الواجبات متذمر من المدرسة والمدرسين، يصفهم بالنفاق لأنهم يخاصمونه وأمام والده يتغاضون عن تصرفاته وأن محيط المدرسة من المدرسين سيئين لأنهم يكرهونة ويسيئون إليه بكثرة الشتم -المدرسة أهلية لكنها جيدة من الناحية التربوية ومشهود لها- أتصلت على المدرسة لمعرفة الأسباب ولماذا معاملتهم لأبني هذه المعاملة، فأخبروني أن أبني يستفز المدرسين، وطلبت منهم عدم الحط من شأن أبني وأن أبني ليس سيء لهذه الدرجة التي تجعل بعض المدرسين يحاولون إهانته أمام الطلاب لكن لم أجد أي تجاوب منهم الأبن الآن كره المدرسة كرها شديدا ويريد الأنتقال الترم الثاني إلى مدرسة أخرى مهما كانت ونحن لانستطيع نقلة إلا السنة القادمة بإذن الرحمن..
كيف أجعل أبني يتقبل هذه المدرسة ويستمر فيها..
من ملاحظاتي على أبني عنده عدم مبالاة بالدراسة وبالآخرين صداقته في المدرسة مع طالب تكررمنه أنه يشاهد معه مقاطع بلاتوث لنساء وفتيات ومقاطع أغاني.
أصدقاءة في مرحلة الإبتدائي والمتوسط لم يذكر لي شيء عنهم لأن بعضهم جيدين ومن أسر محترمة.
عندما سألته لماذا لاتجالسهم قال هؤلاء يريدون أن أخرج معهم كل أربعاء وإنت لاتسمحين لي بذلك قلت له أسمح لك بالخروج معهم لأنهم أناس محترمين وأهلهم مهتمون بتربيتهم وأحسست أنه عذر وليس حقيقة وأحسست أن أبني عندة نقص في ثقته بذاته كنت قاسية معه في الصغر وكنت أضربة عند الخطأ فقط.
لكنه كان طفل نبيه وجيد ويحسن التصرف في صغرة الآن أحسه عكس ذلك كيف أعيد له ثقته له وأجعلة شخص يخاف الله حتى إذا تم نقلة لمدرسة حكومية يمكنه مجانبة أصحاب الأخلاق السيئة ومخالطة الأصحاب الخيرين...
ولكم خالص شكري وأسأل الله لكم التوفيق والعون.
اسم المستشار: أ.د. عبدالصمد بن قائد الأغبري
بسم الله الرحمن الرحيم.
أختي الكريمة: الأم المهمومة، أزال الله همك وفرّج كربك، ووفقك الله وابنك إلى كل خير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كنت أتطلع للحصول على معلومات أكثر مثل عدد أفراد الأسرة هل هو الابن الوحيد؟ هل له إخوة؟ ما دور الأب؟ هل هو معلم في ذات المدرسة كما قد يفهم من السياق؟..الخ.
إن تربية الأبناء في هذا العصر تعد عملية صعبة ومعقدة، حيث يرى كثير من رجال الفكر التربوي وغيرهم بأنها علم وفن، فهي بلا شك تتطلب الكثير من الجهد والعلم والمعرفة والإدراك والإحاطة والحكمة والصبر، فتربية الأبناء قبل عشر سنوات ربما كانت أسهل بكثير من تربيتهم اليوم، وذلك نتيجة لصعوبة الحياة وتعقيداتها وتأثير متغيرات كثيرة فرضتها معطيات العصر وتحدياته.
ومن ضمن ما ذكرت عن إبنك، أنه يستفز المدرسين، ومتذمر من المدرسة، والمدرسين، ويتسم باللامبالاة بالدراسة وبالآخرين...الخ، ومع ذلك، فإن ثمة سلوكًا وتصرفات، غالبًا ما تكون متوقعة لدى كثير من الشباب الذين هم في مثل سنه -سن المراهقة- حيث يشعر المراهق بأنه أصبح رجلا، فيكون لديه الميل نحو الإستقلال والتمرد وعدم الإنصياع للأوامر، وخاصة السلطوية منها، سواء في البيئة الأسرية الصادرة من الأب، أو في المجتمع المدرسي والموجهة من المعلمين على سبيل المثال.
ولهذا فمن الصعوبة بمكان إستمرار إبنك بنفس الوتيرة والطباع التي كان عليها صغيرًا دون التأثر والإستجابة للمتغيرات التي طرأت على حياته، سواءً الفسيولوجية منها أو العقلية، أو الإجتماعية..الخ، الناتجة عن مرحلة المراهقة التي يمر بها والتي تعد من أهم وأخطر محطات حياة الفرد، كونها المرحلة التي تتشكل فيها ملامح شخصيته، وتتبلور فيها جوانب عقليته.
فإذا ما وجد المراهق بيئة أسرية على مستوى من الوعي والإدراك في كيفية التعاطي معه وتوجيه توجيهًا سليمًا، ووجد أيضًا مجتمعًا مدرسيًا يفهمه ويقدره ويحتويه، فإن هذه المرحلة تمر بصورة تكاد تكون خالية من التوترات داخل البيئة الأسرية والمجتمع المدرسي، وإن لم يجد مثل هذا الجو، ولم تتوافر مثل هذه الظروف، فلربما تتصادم شخصية المراهق مع الآخرين، وقد يصبح حاد الطبع والمزاج، الأمر الذي يستدعي طلب المساعدة لمعالجة الموقف.
ومن هذا المنطلق، وللتعامل مع سلوك وتصرفات ابنك، أنصحك القيام بالآتي:
1) الإبتهال إلى الله سبحانه وتعالى مع الإلحاح في الدعاء بأن يصلح شأن ابنك، ويهديه ويوفقه.
2) إبلاغ إدارة المدرسة، المدير أو الوكيل بما حدث لإبنك من قبل بعض المدرسين لأن إهانة ابنك أو غيره أمام زملائه ليس أسلوبًا تربويًا، كما أن ثمة تصرف ينبغي عدم السكوت عنه بشكل عام، فما بالك بمدرسة أهلية ينبغي أن تكون أكثر إنضباطًا ومراعاة لطلابها، وكذا ردود أفعال أولياء الأمور.
3) الاتصال بالمرشد الطلابي وشرح وضع الطالب وحالته وظروفه، بهدف المساعدة في حل مشكلته إما مع المعلمين، أو الطلاب، أو المدرسة أو مع الطالب نفسه أو معهم جميعًا.
4) الإيعاز إلى أحد أفراد الأسرة للجلوس مع ابنك وخاصة الذين يسمع لهم، ويتأثر بقولهم بحيث يوضح له أن عملية النقل لمدرسة أخرى الآن ربما يكون غير مناسبًا، فقد يحدث له إرباكًا، فهو بحاجة إلى وقت للتأقلم في المدرسة الأخرى، فضلا عن ضياع كثير من الوقت والجهد وربما المال، وأنه يمكنه التريّث إلى بعد إنتهاء السنة الدراسية إذا وجد النقل ضروريًا.
5) لابد من توافر مساحة حوارية بينك وبين ابنك من جهة، وبينه وبين أبيه من جهة أخرى، حاولي التحدث إليه بأسلوب هادئ بعيدًا عن النقد أو اللوم أو الزجر والتوبيخ، مع إشعارك له بمدى أهميته بالنسبة لك، وعدم إستغنائك عنه، ومدى حبك له، وكم هي فرحتك الغامرة حينما ترينه سعيدًا وناجحا.
6) محاولة التعرّف على آرائه ومتطلباته، وإحتياجاته، والمبادرة بتأمينها، لأن مجرد تأمين المأكل والمشرب والمسكن الملائم أمر هام، ومع ذلك، لابد من توفير الأمن النفسي، والإستقرار الذهني، فربما يشقّ على الفرد أن يكون متفوقًا ومتميزًا في ظل عدم إشباع تلك الحاجات الأساسية أو بعضها أو عدم إحساسه بالأمن وشعوره بالخوف أو التهديد والعقوبة إما من الأب أو غيره، قال الله تعالى:{الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش:4]، فالفرد قلما ينجز أو يبدع في ظل ثقافة الخوف.
7= حاولي أن تسندي إليه بعض المهام والمسئوليات المتعلقة بالمنزل والتي يمكنه القيام بها وتشعره بأهميته، مع تشجيعه ومدحه أمام الأهل والأصدقاء بحضوره كلما أنجز مهمة ما، مع التدرج في تكليفه بمهام مختلفة ومتنوعة وذلك سعيًا لإستعادة ثقته بنفسه وتعزيزًا لذاته.
8= التركيز على التثقيف الجنسي للمراهق بما ينسجم مع الضوابط الشرعية، إما من خلال بعض الكتب، أو المحاضرات بحيث يكتسب بعض المعلومات التي قد تساعده على عدم الوقوع في معصية أو كفريسة سهلة بيد الآخرين.
9= التأكد من أن أصحابه على مستوى من الخلق القويم، وتشجيعه على تكوين صداقات مع من تتوافر فيهم الجدية والإستقامة، سواء من داخل البيئة المدرسية، أو من خارجها، من أبناء الأهل والأصدقاء والأقارب ممن هم في سنه.
10= محاولة إشراكه في بعض أنشطة مراكز الندوة العالمية للشباب الإسلامي لما لها من فائدة كبيرة على المستوى الشخصي والإجتماعي.
11= إستخدام أسلوب التلميح والتنويه معه بدلا من المواجهة المباشرة وخاصة إذا لمست منه بعض السلوكيات والتصرفات غير المناسبة، وتوجيه النصح بصورة ذكية بعيدًا عن أسلوب التهديد والوعيد، وفي الوقت المناسب.
12= وأخيرًا، ينبغي التثقيف الذاتي لكلا الوالدين من خلال قراءة الكتب أو الإستماع إلى بعض أشرطة الكاسيت المتعلقة بكيفية التعامل مع المراهق مثل:
أ.د. محمد فهد الثويني: فن التعامل مع المراهقين -4 أشرطة.
ب.الأستاذ هاني علي عبد القادر: أساليب عملية في التعامل مع المراهق
الله أسأل أن يصلح حال ابنك، ويهديه والجميع لما يحبه ويرضاه.
المصدر: موقع المستشار.